پیوست‌های مقاله نقد روایت سؤالات زندیق از امیرالمؤمنین ع پیرامون تحریف قرآن

متن

بخش‌بندی

متن

بخش‌بندی

متن روایت عیاشی

متن التوحید ابن بابویه

إن ذلک لیس فی موطن واحد و هی فی مواطن فی ذلک الیوم الذی مقداره خمسون ألف سنه، فجمع الله الخلائق فی ذلک الیوم فی موطن یتعارفون فیه، فیکلم بعضهم بعضا و یستغفر بعضهم لبعض، أولئک الذین بدت منهم الطاعه من الرسل و الاتباع، و تعاونوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى‏ فی دار الدنیا، و یلعن أهل المعاصی بعضهم بعضا- من الذین بدت منهم المعاصی فی دار الدنیا، و تعاونوا على الظلم و العدوان فی دار الدنیا، و المستکبرون منهم، و المستضعفون یلعن بعضهم بعضا و یکفر بعضهم بعضا، ثم یجمعون فی موطن یفر بعضهم من بعض، و ذلک قوله‏ «یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ- وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ‏» إذا تعاونوا على الظلم و العدوان فی دار الدنیا «لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ‏»

ثم یجمعون فی موطن یبکون فیه- فلو أن تلک الأصوات بدت لأهل الدنیا- لأذهلت جمیع الخلائق عن معایشهم و صدعت الجبال إلا ما شاء الله، فلا یزالون یبکون حتى یبکون الدم- ثم یجتمعون فی موطن یستنطقون فیه، فیقولون «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ‏» و لا یقرون بما عملوا، فیختم على أفواههم و یستنطق الأیدی و الأرجل و الجلود، فتنطق فتشهد بکل معصیه بدت منهم، ثم یرفع الخاتم عن ألسنتهم- فیقولون لجلودهم و أیدیهم و أرجلهم: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا فتقول‏ أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ، ثم یجتمعون فی موطن یستنطق فیه جمیع الخلائق فلا یتکلم أحد إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً، و یجتمعون فی موطن یختصمون فیه- و یدان لبعض الخلائق من بعض و هو القول، و ذلک کله قبل الحساب، فإذا أخذ بالحساب شغل کل امرئ بما لدیه، نسأل الله برکه ذلک الیوم‏. (تفسیر العیاشی، ج‏۱، ص۳۵۷)

عن ابی‌معمر السعدی‏ قال‏ قال علی بن ابی‌طالب ع فی صفه یوم القیامه یجتمعون فی موطن یستنطق فیه جمیع الخلق فلا یتکلم أحد إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً، فیقام الرسل فیسأل فذلک قوله لمحمد ع «فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّهٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهِیداً» و هو الشهید على الشهداء، و الشهداء هم الرسل ع‏. (تفسیر العیاشی، ج‏۱، ص۲۴۲)

فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَهُ صَفًّا لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ قَوْلُهُ‏ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ‏ وَ قَوْلُهُ یَوْمَ الْقِیامَهِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً وَ قَوْلُهُ‏ إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وَ قَوْلُهُ‏ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ وَ قَوْلُهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلى‏ أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ‏

فَإِنَّ ذَلِکَ فِی مَوَاطِنَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِکَ الْیَوْمِ الَّذِی‏ کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَهٍ یَجْمَعُ اللَّهُ عَزّوجَلّ الْخَلَائِقَ یَوْمَئِذٍ فِی مَوَاطِنَ یَتَفَرَّقُونَ وَ یُکَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أُولَئِکَ الَّذِینَ کَانَ مِنْهُمُ الطَّاعَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا لِلرُّؤَسَاءِ وَ الْأَتْبَاعِ‏ وَ یَلْعَنُ أَهْلُ الْمَعَاصِی الَّذِینَ بَدَتْ مِنْهُمُ الْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِی دَارِ الدُّنْیَا الْمُسْتَکْبِرِینَ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَکْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْکُفْرُ فِی هَذِهِ الْآیَهِ الْبَرَاءَهُ یَقُولُ یَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِیرُهَا فِی سُورَهِ إِبْرَاهِیمَ قَوْلُ الشَّیْطَانِ إِنِّی کَفَرْتُ بِما أَشْرَکْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ‏ وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ‏ کَفَرْنا بِکُمْ‏ یَعْنِی تَبَرَّأْنَا مِنْکُمْ

ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَبْکُونَ فِیهِ فَلَوْ أَنَّ تِلْکَ‏ الْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَأَذْهَلَتْ جَمِیعَ الْخَلْقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَا یَزَالُونَ یَبْکُونَ الدَّمَ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ‏ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ‏ فَیَخْتِمُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ یَسْتَنْطِقُ الْأَیْدِیَ وَ الْأَرْجُلَ وَ الْجُلُودَ فَتَشْهَدُ بِکُلِّ مَعْصِیَهٍ کَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یَرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمَ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فَیَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزّوجَلّ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ. وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ‏ فَیُسْتَنْطَقُونَ فَ لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً فَیَقُومُ الرُّسُلُ ص فَیَشْهَدُونَ فِی هَذَا الْمَوْطِنِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّهٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهِیداً ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَکُونُ فِیهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ ص وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَیُثْنِی عَلَى اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَى الْمَلَائِکَهِ کُلِّهِمْ فَلَا یَبْقَى مَلَکٌ إِلَّا أَثْنَى عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ ص ثُمَّ یُثْنِی عَلَى الرُّسُلِ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَى کُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَهٍ یَبْدَأُ بِالصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِینَ فَیَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَسى‏ أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً فَطُوبَى لِمَنْ کَانَ لَهُ فِی ذَلِکَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ وَیْلٌ لِمَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ فِی ذَلِکَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا نَصِیبٌ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ وَ یُدَالُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‏ وَ هَذَا کُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ فِی الْحِسَابِ شُغِلَ کُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَکَهَ ذَلِکَ الْیَوْمِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَهً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَکَ

الخصال، ج‏۲، ص۴۶۱-۶۴۵

الإحتجاج، ص۷۵-۸۰

قَالَ: کَانَ الَّذِینَ أَنْکَرُوا عَلَى أَبِی بَکْرٍ جُلُوسَهُ فِی الْخِلَافَهِ وَ تَقَدُّمَهُ عَلَى عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع اثْنَیْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ کَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ خَالِدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ‏  وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ أُبَیُّ بْنُ کَعْبٍ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَ بُرَیْدَهُ الْأَسْلَمِیُّ

وَ کَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ خُزَیْمَهُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَیْنِ وَ سَهْلُ بْنُ حُنَیْفٍ وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ وَ غَیْرُهُمْ فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ تَشَاوَرُوا بَیْنَهُمْ فِی أَمْرِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هَلَّا نَأْتِیهِ فَنُنَزِّلَهُ عَنْ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ آخَرُونَ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِکَ أَعَنْتُمْ عَلَى أَنْفُسِکُمْ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَى التَّهْلُکَهِ  وَ لَکِنِ امْضُوا بِنَا إِلَى عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع نَسْتَشِیرُهُ وَ نَسْتَطْلِعُ أَمْرَهُ فَأَتَوْا عَلِیّاً ع فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ضَیَّعْتَ نَفْسَکَ وَ تَرَکْتَ حَقّاً أَنْتَ أَوْلَى بِهِ وَ قَدْ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِیَ الرَّجُلَ فَنُنْزِلَهُ عَنْ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَإِنَ‏ الْحَقَّ حَقُّکَ وَ أَنْتَ أَوْلَى بِالْأَمْرِ مِنْهُ فَکَرِهْنَا أَنْ نُنْزِلَهُ مِنْ دُونِ مُشَاوَرَتِکَ

فَقَالَ لَهُمْ عَلِیٌّ ع لَوْ فَعَلْتُمْ ذَلِکَ مَا کُنْتُمْ إِلَّا حَرْباً لَهُمْ وَ لَا کُنْتُمْ إِلَّا کَالْکُحْلِ فِی الْعَیْنِ أَوْ کَالْمِلْحِ فِی الزَّادِ وَ قَدِ اتَّفَقَتْ عَلَیْهِ الْأُمَّهُ التَّارِکَهُ لِقَوْلِ نَبِیِّهَا وَ الْکَاذِبَهُ عَلَى رَبِّهَا وَ لَقَدْ شَاوَرْتُ فِی ذَلِکَ أَهْلَ بَیْتِی فَأَبَوْا إِلَّا السُّکُوتَ لِمَا تَعْلَمُونَ مِنْ وَغْرِ صُدُورِ الْقَوْمِ‏  وَ بُغْضِهِمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِأَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ ع وَ إِنَّهُمْ یُطَالِبُونَ بِثَارَاتِ الْجَاهِلِیَّهِ وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ ذَلِکَ لَشَهَرُوا سُیُوفَهُمْ مُسْتَعِدِّینَ لِلْحَرْبِ وَ الْقِتَالِ کَمَا فَعَلُوا ذَلِکَ حَتَّى قَهَرُونِی وَ غَلَبُونِی عَلَى نَفْسِی وَ لَبَّبُونِی‏  وَ قَالُوا لِی بَایِعْ وَ إِلَّا قَتَلْنَاکَ فَلَمْ أَجِدْ حِیلَهً إِلَّا أَنْ أَدْفَعَ الْقَوْمَ عَنْ نَفْسِی

وَ ذَاکَ أَنِّی ذَکَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص یَا عَلِیُّ إِنَّ الْقَوْمَ نَقَضُوا أَمْرَکَ وَ اسْتَبَدُّوا بِهَا دُونَکَ وَ عَصَوْنِی فِیکَ فَعَلَیْکَ بِالصَّبْرِ حَتَّى یَنْزِلَ الْأَمْرُ أَلَا وَ إِنَّهُمْ سَیَغْدِرُونَ بِکَ لَا مَحَالَهَ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ سَبِیلًا إِلَى إِذْلَالِکَ وَ سَفْکِ دَمِکَ فَإِنَّ الْأُمَّهَ سَتَغْدِرُ بِکَ بَعْدِی کَذَلِکَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ ع عَنْ رَبِّی تَبَارَکَ وَ تَعَالَى وَ لَکِنِ ائْتُوا الرَّجُلَ فَأَخْبِرُوهُ بِمَا سَمِعْتُمْ مِنْ نَبِیِّکُمْ وَ لَا تَجْعَلُوهُ فِی الشُّبْهَهِ مِنْ أَمْرِهِ لِیَکُونَ ذَلِکَ أَعْظَمَ لِلْحُجَّهِ عَلَیْهِ وَ أَزْیَدَ وَ أَبْلَغَ فِی عُقُوبَتِهِ إِذَا أَتَى رَبَّهُ وَ قَدْ عَصَى نَبِیَّهُ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ قَالَ

فَانْطَلَقُوا حَتَّى حَفُّوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص یَوْمَ جُمُعَهٍ فَقَالُوا لِلْمُهَاجِرِینَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَدَأَ بِکُمْ فِی الْقُرْآنِ فَقَالَ‏ لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِیِّ وَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ فَبِکُمْ بَدَأَ

وَ کَانَ أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ وَ قَامَ خَالِدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ بِإِدْلَالِهِ بِبَنِی أُمَیَّهَ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ اتَّقِ اللَّهَ فَقَدْ عَلِمْتَ مَا تَقَدَّمَ لِعَلِیٍّ ع مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَ لَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لَنَا وَ نَحْنُ مُحْتَوِشُوهُ فِی یَوْمِ بَنِی قُرَیْظَهَ وَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَى رِجَالٍ مِنَّا ذَوِی قَدْرٍ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ أُوصِیکُمْ بِوَصِیَّهٍ فَاحْفَظُوهَا وَ إِنِّی مُؤَدٍّ إِلَیْکُمْ أَمْراً فَاقْبَلُوهُ أَلَا إِنَّ عَلِیّاً أَمِیرُکُمْ مِنْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی فِیکُمْ أَوْصَانِی بِذَلِکَ رَبِّی وَ إِنَّکُمْ إِنْ لَمْ تَحْفَظُوا وَصِیَّتِی فِیهِ وَ تُؤْوُوهُ وَ تَنْصُرُوهُ اخْتَلَفْتُمْ فِی أَحْکَامِکُمْ وَ اضْطَرَبَ عَلَیْکُمْ أَمْرُ دِینِکُمْ وَ وَلِیَ عَلَیْکُمُ الْأَمْرَ شِرَارُکُمْ أَلَا وَ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِی هُمُ الْوَارِثُونَ أَمْرِی الْقَائِلُونَ بِأَمْرِ أُمَّتِی اللَّهُمَّ فَمَنْ حَفِظَ فِیهِمْ وَصِیَّتِی فَاحْشُرْهُ فِی زُمْرَتِی وَ اجْعَلْ‏ لَهُ مِنْ مُرَافَقَتِی نَصِیباً یُدْرِکُ بِهِ فَوْزَ الْآخِرَهِ اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَسَاءَ خِلَافَتِی فِی أَهْلِ بَیْتِی فَاحْرِمْهُ الْجَنَّهَ الَّتِی‏ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اسْکُتْ یَا خَالِدُ فَلَسْتَ مِنْ أَهْلِ الْمَشُورَهِ وَ لَا مِمَّنْ یُرْضَى بِقَوْلِهِ فَقَالَ خَالِدٌ بَلِ اسْکُتْ أَنْتَ یَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَ اللَّهِ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ أَنَّکَ تَنْطِقُ بِغَیْرِ لِسَانِکَ وَ تَعْتَصِمُ بِغَیْرِ أَرْکَانِکَ وَ اللَّهِ إِنَّ قُرَیْشاً لَتَعْلَمُ أَنِّی أَعْلَاهَا حَسَباً وَ أَقْوَاهَا أَدَباً وَ أَجْمَلَهَا ذِکْراً وَ أَقَلَّهَا غِنًى مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِنَّکَ أَلْأَمُهَا حَسَباً وَ أَقَلُّهَا عَدَداً وَ أَخْمَلُهَا ذِکْراً وَ أَقَلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْ رَسُولِهِ‏  وَ إِنَّکَ لَجَبَانٌ عِنْدَ الْحَرْبِ بَخِیلٌ فِی الْجَدْبِ لَئِیمُ الْعُنْصُرِ مَا لَکَ فِی قُرَیْشٍ مَفْخَرٌ قَالَ فَأَسْکَتَهُ خَالِدٌ فَجَلَسَ

ثُمَّ قَامَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَهُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَیْهِ أَمَّا بَعْدُ یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ وَ عَلِمَ خِیَارُکُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ الْأَمْرُ لِعَلِیٍّ ع بَعْدِی ثُمَّ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ع ثُمَّ فِی أَهْلِ بَیْتِی مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَاطَّرَحْتُمْ قَوْلَ نَبِیِّکُمْ وَ تَنَاسَیْتُمْ مَا أَوْعَزَ إِلَیْکُمْ وَ اتَّبَعْتُمُ الدُّنْیَا وَ تَرَکْتُمْ نَعِیمَ الْآخِرَهِ الْبَاقِیَهِ الَّتِی لَا تُهْدَمُ بُنْیَانُهَا وَ لَا یَزُولُ نَعِیمُهَا وَ لَا یَحْزَنُ أَهْلُهَا وَ لَا یَمُوتُ سُکَّانُهَا وَ کَذَلِکَ الْأُمَمُ الَّتِی کَفَرَتْ بَعْدَ أَنْبِیَائِهَا بُدِّلَتْ وَ غُیِّرَتْ فَحَاذَیْتُمُوهَا حَذْوَ الْقُذَّهِ بِالْقُذَّهِ وَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ فَعَمَّا قَلِیلٍ تَذُوقُونَ وَبَالَ أَمْرِکُمْ وَ مَا اللَّهُ‏ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ ثُمَّ قَالَ

ثُمَّ قَامَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ إِلَى مَنْ تَسْتَنِدُ أَمْرَکَ إِذَا نَزَلَ بِکَ الْقَضَاءُ وَ إِلَى مَنْ تَفْزَعُ إِذَا سُئِلْتَ عَمَّا لَا تَعْلَمُ وَ فِی الْقَوْمِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْکَ وَ أَکْثَرُ فِی الْخَیْرِ أَعْلَاماً وَ مَنَاقِبَ مِنْکَ وَ أَقْرَبُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَرَابَهً وَ قِدْمَهً فِی حَیَاتِهِ قَدْ أَوْعَزَ إِلَیْکُمْ فَتَرَکْتُمْ قَوْلَهُ وَ تَنَاسَیْتُمْ وَصِیَّتَهُ

فَعَمَّا قَلِیلٍ یَصْفُوا لَکُمُ الْأَمْرُ حِینَ تَزُورُوا الْقُبُورَ وَ قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرَکَ مِنَ الْأَوْزَارِ لَوْ حُمِلْتَ إِلَى قَبْرِکَ لَقَدِمْتَ عَلَى مَا قَدَّمْتَ فَلَوْ رَاجَعْتَ إِلَى الْحَقِّ وَ أَنْصَفْتَ أَهْلَهُ لَکَانَ ذَلِکَ نَجَاهً لَکَ یَوْمَ تَحْتَاجُ إِلَى عَمَلِکَ وَ تَفْرَدُ فِی حُفْرَتِکَ بِذُنُوبِکَ عَمَّا أَنْتَ لَهُ فَاعِلٌ وَ قَدْ سَمِعْتَ کَمَا سَمِعْنَا وَ رَأَیْتَ کَمَا رَأَیْنَا فَلَمْ یُرَوِّعْکَ ذَلِکَ عَمَّا أَنْتَ لَهُ فَاعِلٌ فَاللَّهَ اللَّهَ فِی نَفْسِکَ فَقَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ

ثُمَّ قَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ رَحْمَهُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ ارْبَعْ عَلَى نَفْسِکَ‏ وَ قِسْ شِبْرَکَ بِفَتْرِکَ‏  وَ الْزَمْ بَیْتَکَ وَ ابْکِ عَلَى خَطِیئَتِکَ

فَإِنَّ ذَلِکَ أَسْلَمُ لَکَ فِی حَیَاتِکَ وَ مَمَاتِکَ وَ رُدَّ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى حَیْثُ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ وَ لَا تَرْکَنْ إِلَى الدُّنْیَا وَ لَا یَغُرَّنَّکَ مَنْ قَدْ تَرَى مِنْ أَوْغَادِهَا  فَعَمَّا قَلِیلٍ تَضْمَحِلُّ عَنْکَ دُنْیَاکَ ثُمَّ تَصِیرُ إِلَى رَبِّکَ فَیَجْزِیکَ بِعَمَلِکَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لِعَلِیٍّ ع وَ هُوَ صَاحِبُهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ نَصَحْتُکَ إِنْ قَبِلْتَ نُصْحِی

ثُمَّ قَامَ بُرَیْدَهُ الْأَسْلَمِیُّ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ نَسِیتَ أَمْ تَنَاسَیْتَ أَمْ خَادَعَتْکَ نَفْسُکَ أَ مَا تَذْکُرُ إِذْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَسَلَّمْنَا عَلَى عَلِیٍّ بِإِمْرَهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ نَبِیُّنَا ع بَیْنَ أَظْهُرِنَا فَاتَّقِ اللَّهَ رَبَّکَ وَ أَدْرِکْ نَفْسَکَ قَبْلَ أَنْ لَا تُدْرِکَهَا وَ أَنْقِذْهَا مِنْ هَلَکَتِهَا وَ دَعْ هَذَا الْأَمْرَ وَ وَکِّلْهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْکَ وَ لَا تُمَادِ فِی غَیِّکَ وَ ارْجِعْ وَ أَنْتَ تَسْتَطِیعُ الرُّجُوعَ فَقَدْ نَصَحْتُکَ نُصْحِی وَ بَذَلْتُ لَکَ مَا عِنْدِی فَإِنْ قَبِلْتَ وُفِّقْتَ وَ رَشِدْتَ

ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ قَدْ عَلِمْتُمْ وَ عَلِمَ خِیَارُکُمْ أَنَّ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ ص أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْکُمْ وَ إِنْ کُنْتُمْ إِنَّمَا تَدَّعُونَ هَذَا الْأَمْرَ بِقَرَابَهِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ تَقُولُونَ إِنَّ السَّابِقَهَ لَنَا فَأَهْلُ نَبِیِّکُمْ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْکُمْ وَ أَقْدَمُ سَابِقَهً مِنْکُمْ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدَ نَبِیِّکُمْ فَأَعْطُوهُ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ وَ لَا تَرْتَدُّوا عَلى‏ أَعْقابِکُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ‏

ثُمَّ قَامَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ لَا تَجْعَلْ لِنَفْسِکَ حَقّاً جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِغَیْرِکَ وَ لَا تَکُنْ أَوَّلَ مَنْ عَصَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ خَالَفَهُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ ارْدُدِ الْحَقَّ إِلَى أَهْلِهِ تَخِفُّ ظَهْرُکَ وَ تَقِلُّ وِزْرُکَ وَ تَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ هُوَ عَنْکَ رَاضٍ ثُمَّ تَصِیرُ إِلَى الرَّحْمَنِ فَیُحَاسِبُکَ بِعَمَلِکَ وَ یَسْأَلُکَ عَمَّا فَعَلْتَ

ثُمَّ قَامَ خُزَیْمَهُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَیْنِ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ أَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَبِلَ شَهَادَتِی وَحْدِی وَ لَمْ یُرِدْ مَعِی غَیْرِی قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص یَقُولُ أَهْلُ بَیْتِی یَفْرُقُونَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُمُ الْأَئِمَّهُ الَّذِینَ یُقْتَدَى بِهِمْ‏ ثُمَّ قَامَ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ أَنَا أَشْهَدُ عَلَى النَّبِیِّ ص أَنَّهُ أَقَامَ عَلِیّاً فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ مَا أَقَامَهُ إِلَّا لِلْخِلَافَهِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مَا أَقَامَهُ إِلَّا لِیَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّهُ وَلِیُّ مَنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَوْلَاهُ فَقَالَ ع إِنَّ أَهْلَ بَیْتِی نُجُومُ أَهْلِ الْأَرْضِ فَقَدِّمُوهُمْ وَ لَا تَقَدَّمُوهُمْ

ثُمَّ قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَیْفٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ إِمَامُکُمْ مِنْ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع وَ هُوَ أَنْصَحُ النَّاسِ لِأُمَّتِی ثُمَّ قَامَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ فِی أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ وَ رُدُّوا هَذَا الْأَمْرَ إِلَیْهِمْ فَقَدْ سَمِعْتُمْ کَمَا سَمِعْنَا فِی مَقَامٍ بَعْدَ مَقَامٍ مِنْ نَبِیِّ اللَّهِ ص أَنَّهُمْ أَوْلَى بِهِ مِنْکُمْ ثُمَّ جَلَسَ

ثُمَّ قَامَ زَیْدُ بْنُ وَهْبٍ‏ فَتَکَلَّمَ وَ قَامَ جَمَاعَهٌ مِنْ بَعْدِهِ فَتَکَلَّمُوا بِنَحْوِ هَذَا

فَأَخْبَرَ الثِّقَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ أَبَا بَکْرٍ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ ثَلَاثَهَ أَیَّامٍ

فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ أَتَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ طَلْحَهُ وَ الزُّبَیْرُ وَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ وَ أَبُو عُبَیْدَهَ بْنُ الْجَرَّاحِ مَعَ کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَشَرَهُ رِجَالٍ مِنْ عَشَائِرِهِمْ شَاهِرِینَ السُّیُوفَ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ عَلَا الْمِنْبَرَ وَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ وَ اللَّهِ لَئِنْ عَادَ مِنْکُمْ أَحَدٌ فَتَکَلَّمَ بِمِثْلِ الَّذِی تَکَلَّمَ بِهِ لَنَمْلَأَنَّ أَسْیَافَنَا مِنْهُ فَجَلَسُوا فِی مَنَازِلِهِمْ وَ لَمْ یَتَکَلَّمْ أَحَدٌ بَعْدَ ذَلِکَ.

قَالَ نَعَمْ کَانَ الَّذِی أَنْکَرَ عَلَى أَبِی بَکْرٍ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِینَ خَالِدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ وَ کَانَ مِنْ بَنِی أُمَیَّهَ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ بُرَیْدَهُ الْأَسْلَمِیُّ

وَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ وَ سَهْلٌ وَ عُثْمَانُ ابْنَا حُنَیْفٍ وَ خُزَیْمَهُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَیْنِ وَ أُبَیُّ بْنُ کَعْبٍ وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ فَلَمَّا صَعِدَ أَبُو بَکْرٍ الْمِنْبَرَ تَشَاوَرُوا بَیْنَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَ اللَّهِ لَنَأْتِیَنَّهُ وَ لَنُنْزِلَنَّهُ عَنْ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ وَ اللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِکَ إِذاً أَعَنْتُمْ عَلَى أَنْفُسِکُمْ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَى التَّهْلُکَهِ  فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع لِنَسْتَشِیرَهُ وَ نَسْتَطْلِعَ رَأْیَهُ فَانْطَلَقَ الْقَوْمُ إِلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِأَجْمَعِهِمْ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَرَکْتَ حَقّاً أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ وَ أَوْلَى بِهِ مِنْ غَیْرِکَ لِأَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ یَمِیلُ مَعَ الْحَقِّ کَیْفَ مَا مَالَ وَ لَقَدْ هَمَمْنَا أَنْ نَصِیرَ إِلَیْهِ فَنُنْزِلَهُ عَنْ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَجِئنَاکَ لِنَسْتَشِیرَکَ وَ نَسْتَطْلِعَ رَأْیَکَ فَمَا تَأْمُرُنَا؟

فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ ذَلِکَ لَمَا کُنْتُمْ لَهُمْ إِلَّا حَرْباً وَ لَکِنَّکُمْ کَالْمِلْحِ فِی الزَّادِ وَ کَالْکُحْلِ فِی الْعَیْنِ وَ ایْمُ اللَّهِ

لَوْ فَعَلْتُمْ ذَلِکَ لَأَتَیْتُمُونِی شَاهِرِینَ بِأَسْیَافِکُمْ مُسْتَعِدِّینَ لِلْحَرْبِ وَ الْقِتَالِ وَ إِذاً لَأَتَوْنِی فَقَالُوا لِی بَایِعْ وَ إِلَّا قَتَلْنَاکَ فَلَا بُدَّ لِی مِنْ أَنْ أَدْفَعَ الْقَوْمَ عَنْ نَفْسِی

وَ ذَلِکَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَوْعَزَ إِلَیَّ قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ قَالَ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ الْأُمَّهَ سَتَغْدِرُ بِکَ مِنْ بَعْدِی وَ تَنْقُضُ فِیکَ عَهْدِی وَ إِنَّکَ مِنِّی بِمَنْزِلَهِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ إِنَّ الْأُمَّهَ مِنْ بَعْدِی کَهَارُونَ وَ مَنِ اتَّبَعَهُ وَ السَّامِرِیِّ وَ مَنِ اتَّبَعَهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَعْهَدُ إِلَیَّ إِذَا کَانَ کَذَلِکَ فَقَالَ إِذَا وَجَدْتَ أَعْوَاناً فَبَادِرْ إِلَیْهِمْ وَ جَاهِدْهُمْ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً کُفَّ یَدَکَ وَ احْقِنْ دَمَکَ حَتَّى تَلْحَقَ بِی مَظْلُوماً فَلَمَّا تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ ص اشْتَغَلْتُ بِغُسْلِهِ وَ تَکْفِینِهِ وَ الْفَرَاغِ مِنْ شَأْنِهِ ثُمَّ آلَیْتُ عَلَى نَفْسِی یَمِیناً أَنْ لَا أَرْتَدِیَ بِرِدَاءٍ إِلَّا لِلصَّلَاهِ حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ فَفَعَلْتُ ثُمَّ أَخَذْتُ بِیَدِ فَاطِمَهَ وَ ابْنَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَدُرْتُ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَ أَهْلِ السَّابِقَهِ فَنَاشَدْتُهُمْ حَقِّی وَ دَعَوْتُهُمْ إِلَى نُصْرَتِی فَمَا أَجَابَنِی مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَهُ رَهْطٍ- سَلْمَانُ وَ عَمَّارٌ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ لَقَدْ رَاوَدْتُ فِی ذَلِکَ بَقِیَّهَ أَهْلِ بَیْتِی فَأَبَوْا عَلَیَّ إِلَّا السُّکُوتَ لِمَا عَلِمُوا مِنْ وغاره  [وَغْرَهِ] صُدُورِ الْقَوْمِ وَ بُغْضِهِمْ لِلَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لِأَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ

فَانْطَلِقُوا بِأَجْمَعِکُمْ إِلَى الرَّجُلِ فَعَرِّفُوهُ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ قَوْلِ نَبِیِّکُمْ لِیَکُونَ ذَلِکَ أَوْکَدَ لِلْحُجَّهِ وَ أَبْلَغَ لِلْعُذْرِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذَا وَرَدُوا عَلَیْهِ فَسَارَ الْقَوْمُ حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ کَانَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَلَمَّا صَعِدَ أَبُو بَکْرٍ الْمِنْبَرَ قَالَ الْمُهَاجِرُونَ‏ لِلْأَنْصَارِ تَقَدَّمُوا وَ تَکَلَّمُوا فَقَالَ الْأَنْصَارُ لِلْمُهَاجِرِینَ- بَلْ تَکَلَّمُوا وَ تَقَدَّمُوا أَنْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَدَأَ بِکُمْ فِی الْکِتَابِ إِذْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- لَقَدْ تابَ اللَّهُ‏ بِالنَّبِیِّ عَلَى الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ فِی ساعَهِ الْعُسْرَهِ قَالَ أَبَانٌ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ الْعَامَّهَ لَا تَقْرَأُ کَمَا عِنْدَکَ قَالَ وَ کَیْفَ تَقْرَأُ؟ قَالَ قُلْتُ إِنَّهَا تَقْرَأُ- لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِیِّ وَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ  فَقَالَ وَیْلَهُمْ فَأَیُّ ذَنْبٍ کَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ عَنْهُ إِنَّمَا تَابَ اللَّهُ بِهِ عَلَى أُمَّتِهِ

فَأَوَّلُ مَنْ تَکَلَّمَ بِهِ خَالِدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ ثُمَّ بَاقِی الْمُهَاجِرِینَ ثُمَّ بَعْدَهُمُ الْأَنْصَارُ وَ رُوِیَ أَنَّهُمْ کَانُوا غُیَّباً عَنْ وَفَاهِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَدِمُوا وَ قَدْ تَوَلَّى أَبُو بَکْرٍ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَعْلَامُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَامَ إِلَیْهِ خَالِدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ وَ قَالَ- اتَّقِ اللَّهَ یَا أَبَا بَکْرٍ فَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَ نَحْنُ مُحْتَوِشُوهُ‏  یَوْمَ بَنِی قُرَیْظَهَ حِینَ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ النَّصْرِ وَ قَدْ قَتَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع یَوْمَئِذٍ عِدَّهً مِنْ صَنَادِیدِ رِجَالِهِمْ وَ أُولِی الْبَأْسِ وَ النَّجْدَهِ مِنْهُمْ یَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِنِّی مُوصِیکُمْ بِوَصِیَّهٍ فَاحْفَظُوهَا وَ مُوَدِّعُکُمْ أَمْراً فَاحْفَظُوهُ أَلَا إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُکُمْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی فِیکُمْ بِذَلِکَ أَوْصَانِی رَبِّی أَلَا وَ إِنَّکُمْ إِنْ لَمْ تَحْفَظُوا فِیهِ وَصِیَّتِی وَ تُوَازِرُوهُ وَ تَنْصُرُوهُ اخْتَلَفْتُمْ فِی أَحْکَامِکُمْ وَ اضْطَرَبَ عَلَیْکُمْ أَمْرُ دِینِکُمْ وَ وَلِیَکُمْ أَشْرَارُکُمْ أَلَا وَ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِی هُمُ الْوَارِثُونَ لِأَمْرِی وَ الْعَالِمُونَ لِأَمْرِ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی اللَّهُمَّ مَنْ أَطَاعَهُمْ مِنْ أُمَّتِی وَ حَفِظَ فِیهِمْ وَصِیَّتِی فَاحْشُرْهُمْ فِی زُمْرَتِی وَ اجْعَلْ لَهُمْ نَصِیباً مِنْ مُرَافَقَتِی یُدْرِکُونَ بِهِ نُورَ الْآخِرَهِ اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَسَاءَ خِلَافَتِی فِی أَهْلِ بَیْتِی فَاحْرَمْهُ الْجَنَّهَ الَّتِی‏ عَرْضُها کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ‏ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اسْکُتْ یَا خَالِدُ فَلَسْتَ مِنْ أَهْلِ الْمَشُورَهِ وَ لَا مَنْ یُقْتَدَى بِرَأْیِهِ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ بَلِ اسْکُتْ أَنْتَ یَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَإِنَّکَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ غَیْرِکَ وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَیْشٌ أَنَّکَ مِنْ أَلْأَمِهَا حَسَباً وَ أَدْنَاهَا مَنْصَباً وَ أَخَسِّهَا قَدْراً وَ أَخْمَلِهَا ذِکْراً وَ أَقَلِّهِمْ عَنَاءً عَنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِنَّکَ لَجَبَانٌ فِی الْحُرُوبِ بَخِیلٌ بِالْمَالِ لَئِیمُ الْعُنْصُرِ مَا لَکَ فِی قُرَیْشٍ مِنْ فَخْرٍ وَ لَا فِی الْحُرُوبِ مِنْ ذِکْرٍ

وَ إِنَّکَ فِی هَذَا الْأَمْرِ بِمَنْزِلَهِ الشَّیْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اکْفُرْ فَلَمَّا کَفَرَ قالَ إِنِّی بَرِی‏ءٌ مِنْکَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ. فَکانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِی النَّارِ خالِدَیْنِ فِیها وَ ذلِکَ جَزاءُ الظَّالِمِینَ‏ فَأُبْلِسَ‏  عُمَرُ وَ جَلَسَ خَالِدُ بْنُ سَعِیدٍ

ثُمَّ قَامَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ وَ قَالَ کردید وَ نکردید أَیْ فَعَلْتُمْ وَ لَمْ تَفْعَلُوا وَ قَدْ کَانَ امْتَنَعَ مِنَ الْبَیْعَهِ قَبْلَ ذَلِکَ حَتَّى وُجِئَ‏  عُنُقُهُ

فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ إِلَى مَنْ تُسْنِدُ أَمْرَکَ إِذَا نَزَلَ بِکَ مَا لَا تَعْرِفُهُ وَ إِلَى مَنْ تَفْزَعُ إِذَا سُئِلْتَ عَمَّا لَا تَعْلَمُهُ وَ مَا عُذْرُکَ فِی تَقَدُّمِکَ عَلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْکَ وَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَ أَعْلَمُ بِتَأْوِیلِ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّهِ نَبِیِّهِ وَ مَنْ قَدَّمَهُ النَّبِیُّ ص فِی حَیَاتِهِ وَ أَوْصَاکُمْ بِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ فَنَبَذْتُمْ قَوْلَهُ وَ تَنَاسَیْتُمْ وَصِیَّتَهُ

وَ أَخْلَفْتُمُ الْوَعْدَ وَ نَقَضْتُمُ الْعَهْدَ وَ حَلَلْتُمُ الْعَقْدَ الَّذِی کَانَ عَقَدُهُ عَلَیْکُمْ مِنَ النُّفُوذِ تَحْتَ رَایَهِ أُسَامَهَ بْنِ زَیْدٍ حَذَراً مِنْ مِثْلِ مَا أَتَیْتُمُوهُ وَ تَنْبِیهاً لِلْأُمَّهِ عَلَى عَظِیمِ مَا اجْتَرَمْتُمُوهُ مِنْ مُخَالَفَهِ أَمْرِهِ

فَعَنْ قَلِیلٍ یَصْفُو لَکَ الْأَمْرُ وَ قَدْ أَثْقَلَکَ الْوِزْرُ وَ نُقِلْتَ إِلَى قَبْرِکَ وَ حَمَلْتَ مَعَکَ مَا کَسَبَتْ یَدَاکَ فَلَوْ رَاجَعْتَ الْحَقَّ مِنْ قَرِیبٍ وَ تَلَافَیْتَ نَفْسَکَ وَ تُبْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَظِیمِ مَا اجْتَرَمْتَ کَانَ ذَلِکَ أَقْرَبَ إِلَى نَجَاتِکَ یَوْمَ تَفَرَّدُ فِی حُفْرَتِکَ وَ یُسَلِّمُکَ ذَوُو نُصْرَتِکَ فَقَدْ سَمِعْتَ کَمَا سَمِعْنَا وَ رَأَیْتَ کَمَا رَأَیْنَا فَلَمْ یَرْدَعْکَ ذَلِکَ عَمَّا أَنْتَ مُتَشَبِّثٌ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی لَا عُذْرَ لَکَ فِی تَقَلُّدِهِ وَ لَا حَظَّ لِلدِّینِ وَ لَا الْمُسْلِمِینَ فِی قِیَامِکَ بِهِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِی نَفْسِکَ فَقَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ وَ لَا تَکُونُ کَمَنْ أَدْبَرَ وَ اسْتَکْبَرَ

ثُمَّ قَامَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ أَصَبْتُمْ قَبَاحَهً وَ تَرَکْتُمْ قَرَابَهً وَ اللَّهِ لَیَرْتَدَّنَّ جَمَاعَهٌ مِنَ الْعَرَبِ وَ لَتَشُکَّنَّ فِی هَذَا الدِّینِ وَ لَوْ جَعَلْتُمُ الْأَمْرَ فِی أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ مَا اخْتَلَفَ عَلَیْکُمْ سَیْفَانِ وَ اللَّهِ لَقَدْ صَارَتْ لِمَنْ غَلَبَ وَ لَتَطْمَحَنَّ إِلَیْهَا عَیْنُ مَنْ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهَا وَ لَیُسْفَکَنَّ فِی طَلَبِهَا دِمَاءٌ کَثِیرَهٌ فَکَانَ کَمَا قَالَ أَبُو ذَرٍّ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتُمْ وَ عَلِمَ خِیَارُکُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ- الْأَمْرُ بَعْدِی لِعَلِیٍّ ثُمَّ لِابْنَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ لِلطَّاهِرِینَ مِنْ ذُرِّیَّتِی فَأَطْرَحْتُمْ قَوْلَ نَبِیِّکُمْ وَ تَنَاسَیْتُمْ مَا عَهِدَ بِهِ إِلَیْکُمْ فَأَطَعْتُمُ الدُّنْیَا الْفَانِیَهَ وَ نَسِیتُمُ الْآخِرَهَ الْبَاقِیَهَ الَّتِی لَا یَهْرَمُ شَابُّهَا وَ لَا یَزُولُ نَعِیمُهَا وَ لَا یَحْزَنُ أَهْلُهَا وَ لَا یَمُوتُ سُکَّانُهَا بِالْحَقِیرِ التَّافِهِ الْفَانِی الزَّائِلِ فَکَذَلِکَ الْأُمَمُ مِنْ قَبْلِکُمْ کَفَرَتْ بَعْدَ أَنْبِیَائِهَا وَ نَکَصَتْ عَلَى أَعْقَابِهَا  وَ غَیَّرَتْ وَ بَدَّلَتْ وَ اخْتَلَفَتْ فَسَاوَیْتُمُوهُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّهِ بِالْقُذَّهِ وَ عَمَّا قَلِیلٍ تَذُوقُونَ وَبَالَ أَمْرِکُمْ وَ تُجْزَوْنَ بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیکُمْ وَ مَا اللَّهُ‏ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ

ثُمَّ قَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ ارْجِعْ عَنْ ظُلْمِکَ وَ تُبْ إِلَى رَبِّکَ وَ الْزَمْ بَیْتَکَ وَ ابْکِ عَلَى خَطِیئَتِکَ وَ سَلِّمِ الْأَمْرَ لِصَاحِبِهِ الَّذِی هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْکَ فَقَدْ عَلِمْتَ مَا عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی عُنُقِکَ مِنْ بَیْعَتِهِ وَ أَلْزَمَکَ مِنَ النُّفُوذِ تَحْتَ رَایَهِ أُسَامَهَ بْنِ زَیْدٍ وَ هُوَ مَوْلَاهُ وَ نَبَّهَ عَلَى بُطْلَانِ وُجُوبِ هَذَا الْأَمْرِ لَکَ وَ لِمَنْ عَضَدَکَ عَلَیْهِ بِضَمِّهِ لَکُمَا إِلَى عَلَمِ النِّفَاقِ وَ مَعْدِنِ الشَّنَئَانِ وَ الشِّقَاقِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِیِّهِ ص- إِنَّ شانِئَکَ هُوَ الْأَبْتَرُ  فَلَا اخْتِلَافَ بَیْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی عَمْرٍو وَ هُوَ کَانَ أَمِیراً عَلَیْکُمَا وَ عَلَى سَائِرِ الْمُنَافِقِینَ فِی الْوَقْتِ الَّذِی أَنْفَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی غَزَاهِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَ أَنَّ عَمْراً قَلَّدَکُمَا حَرَسَ عَسْکَرِهِ فَأَیْنَ الْحَرَسُ إِلَى الْخِلَافَهِ اتَّقِ اللَّهَ وَ بَادِرْ بِالاسْتِقَالَهِ قَبْلَ فَوْتِهَا فَإِنَّ

ذَلِکَ أَسْلَمُ لَکَ فِی حَیَاتِکَ وَ بَعْدَ وَفَاتِکَ وَ لَا تَرْکَنْ إِلَى دُنْیَاکَ وَ لَا تَغُرَّنَّکَ قُرَیْشٌ وَ غَیْرُهَا فَعَنْ قَلِیلٍ تَضْمَحِلُّ عَنْکَ دُنْیَاکَ ثُمَّ تَصِیرُ إِلَى رَبِّکَ فَیَجْزِیکَ بِعَمَلِکَ وَ قَدْ عَلِمْتَ وَ تَیَقَّنْتَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ ع هُوَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ- فَسَلِّمْهُ إِلَیْهِ بِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ فَإِنَّهُ أَتَمُّ لِسَتْرِکَ وَ أَخَفُّ لِوِزْرِکَ فَقَدْ وَ اللَّهِ نَصَحْتُ لَکَ إِنْ قَبِلْتَ نُصْحِی‏ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ

ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ بُرَیْدَهُ الْأَسْلَمِیُّ فَقَالَ‏ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ‏ مَا ذَا لَقِیَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ یَا أَبَا بَکْرٍ أَ نَسِیتَ أَمْ تَنَاسَیْتَ وَ خَدَعْتَ أَمْ خَدَعَتْکَ نَفْسُکَ أَمْ سَوَّلَتْ لَکَ الْأَبَاطِیلُ أَ وَ لَمْ تَذْکُرْ مَا أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ تَسْمِیَهِ عَلِیٍّ ع بِإِمْرَهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ النَّبِیُّ ص بَیْنَ أَظْهُرِنَا وَ قَوْلُهُ فِی عِدَّهِ أَوْقَاتٍ هَذَا عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَاتِلُ الْقَاسِطِینَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تَدَارَکْ نَفْسَکَ قَبْلَ أَنْ لَا تُدْرِکَهَا وَ أَنْقِذْهَا مِمَّا یُهْلِکُهَا وَ ارْدُدِ الْأَمْرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْکَ وَ لَا تَتَمَادَ فِی اغْتِصَابِهِ وَ رَاجِعْ وَ أَنْتَ تَسْتَطِیعُ أَنْ تُرَاجِعَ فَقَدْ مَحَّضْتُکَ النُّصْحَ وَ دَلَلْتُکَ عَلَى طَرِیقِ النَّجَاهِ فَلَا تَکُونَنَ‏ ظَهِیراً لِلْمُجْرِمِینَ‏

ثُمَّ قَامَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَقَالَ یَا مَعَاشِرَ قُرَیْشٍ وَ یَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ إِنْ کُنْتُمْ عَلِمْتُمْ وَ إِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ أَوْلَى بِهِ وَ أَحَقُّ بِإِرْثِهِ وَ أَقْوَمُ بِأُمُورِ الدِّینِ وَ آمَنُ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ وَ أَحْفَظُ لِمِلَّتِهِ وَ أَنْصَحُ لِأُمَّتِهِ فَمُرُوا صَاحِبَکُمْ فَلْیَرُدَّ الْحَقَّ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ یَضْطَرِبَ حَبْلُکُمْ وَ یَضْعُفَ أَمْرُکُمْ وَ یَظْهَرَ شَتَاتُکُمْ وَ تَعْظُمَ الْفِتْنَهُ بِکُمْ وَ تَخْتَلِفُوا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ یَطْمَعَ فِیکُمْ عَدُوُّکُمْ فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ بَنِی هَاشِمٍ أَوْلَى بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْکُمْ وَ عَلِیٌّ أَقْرَبُ مِنْکُمْ إِلَى نَبِیِّکُمْ وَ هُوَ مِنْ بَیْنِهِمْ وَلِیُّکُمْ بَعْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ فَرْقٌ ظَاهِرٌ قَدْ عَرَفْتُمُوهُ فِی حَالٍ بَعْدَ حَالٍ عِنْدَ سَدِّ النَّبِیِّ ص أَبْوَابَکُمُ الَّتِی کَانَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ کُلَّهُا غَیْرَ بَابِهِ وَ إِیثَارِهِ إِیَّاهُ بِکَرِیمَتِهِ فَاطِمَهَ دُونَ سَائِرِ مَنْ خَطَبَهَا إِلَیْهِ مِنْکُمْ وَ قَوْلِهِ ص أَنَا مَدِینَهُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْحِکْمَهَ فَلْیَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا- وَ إِنَّکُمْ جَمِیعاً مُضْطَرُّونَ فِیمَا أَشْکَلَ عَلَیْکُمْ مِنْ أُمُورِ دِینِکُمْ إِلَیْهِ وَ هُوَ مُسْتَغْنٍ عَنْ کُلِّ أَحَدٍ مِنْکُمْ إِلَى مَا لَهُ مِنَ السَّوَابِقِ الَّتِی لَیْسَتْ لِأَفْضَلِکُمْ عِنْدَ نَفْسِهِ فَمَا بَالُکُمْ تَحِیدُونَ عَنْهُ وَ تَبْتَزُّونَ عَلِیّاً حَقَّهُ وَ تُؤْثِرُونَ الْحَیاهَ الدُّنْیا عَلَى الْآخِرَهِ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا أَعْطُوهُ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ وَ لَا تَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِینَ وَ لَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِکُمْ‏ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِینَ‏

ثُمَّ قَامَ أُبَیُّ بْنُ کَعْبٍ فَقَالَ یَا أَبَا بَکْرٍ لَا تَجْحَدْ حَقّاً جَعَلَهُ اللَّهُ لِغَیْرِکَ وَ لَا تَکُنْ أَوَّلَ مَنْ عَصَى رَسُولَ اللَّهِ ص فِی وَصِیِّهِ وَ صَفِیِّهِ وَ صَدَفَ عَنْ أَمْرِهِ- ارْدُدِ الْحَقَّ إِلَى أَهْلِهِ تَسْلَمْ وَ لَا تَتَمَادَ فِی غَیِّکَ فَتَنْدَمَ وَ بَادِرِ الْإِنَابَهَ یَخِفَّ وِزْرُکَ وَ لَا تُخَصِّصْ بِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلْهُ اللَّهُ لَکَ نَفْسَکَ فَتَلْقَى وَبَالَ عَمَلِکَ فَعَنْ قَلِیلٍ تُفَارِقُ مَا أَنْتَ فِیهِ وَ تَصِیرُ إِلَى رَبِّکَ فَیَسْأَلُکَ عَمَّا جَنَیْتَ‏ وَ ما رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ

ثُمَّ قَامَ خُزَیْمَهُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَبِلَ شَهَادَتِی وَحْدِی وَ لَمْ یُرِدْ مَعِی غَیْرِی قَالُوا بَلَى قَالَ فَأَشْهَدُ أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص یَقُولُ أَهْلُ بَیْتِی یُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُمُ الْأَئِمَّهُ الَّذِینَ یُقْتَدَى بِهِمْ وَ قَدْ قُلْتُ مَا عَلِمْتُ‏ وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ*

ثُمَّ قَامَ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ فَقَالَ وَ أَنَا أَشْهَدُ عَلَى نَبِیِّنَا ص أَنَّهُ أَقَامَ عَلِیّاً یَعْنِی فِی یَوْمِ غَدِیرِ خُمٍّ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ مَا أَقَامَهُ لِلْخِلَافَهِ- وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مَا أَقَامَهُ إِلَّا لِیَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّهُ مَوْلَى مَنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَوْلَاهُ وَ کَثُرَ الْخَوْضُ فِی ذَلِکَ فَبَعَثْنَا رِجَالًا مِنَّا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِکَ فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ عَلِیٌّ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ بَعْدِی وَ أَنْصَحُ النَّاسِ لِأُمَّتِی وَ قَدْ شَهِدْتُ بِمَا حَضَرَنِی‏ فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ … إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ کانَ مِیقاتاً ثُمَّ قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَیْفٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَیْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ- یَا مَعَاشِرَ قُرَیْشٍ اشْهَدُوا عَلَى أَنِّی أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَ قَدْ رَأَیْتُهُ فِی هَذَا الْمَکَانِ یَعْنِی الرَّوْضَهَ وَ قَدْ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع وَ هُوَ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا عَلِیٌّ إِمَامُکُمْ مِنْ بَعْدِی وَ وَصِیِّی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ وَفَاتِی وَ قَاضِی دَیْنِی وَ مُنْجِزُ وَعْدِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی عَلَى حَوْضِی فَطُوبَى لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ الْوَیْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ وَ خَذَلَهُ وَ قَامَ مَعَهُ أَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ حُنَیْفٍ وَ قَالَ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص یَقُولُ أَهْلُ بَیْتِی نُجُومُ الْأَرْضِ فَلَا تَتَقَدَّمُوهُمْ وَ قَدِّمُوهُمْ فَهُمُ الْوُلَاهُ مِنْ بَعْدِی فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَیُّ أَهْلِ بَیْتِکَ فَقَالَ عَلِیٌّ وَ الطَّاهِرُونَ مِنْ وُلْدِهِ وَ قَدْ بَیَّنَ ص فَلَا تَکُنْ یَا أَبَا بَکْرٍ أَوَّلَ کافِرٍ بِهِ‏ وَ لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ ثُمَّ قَامَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ فَقَالَ اتَّقُوا عِبَادَ اللَّهِ فِی أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ وَ ارْدُدُوا إِلَیْهِمْ حَقَّهُمُ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ فَقَدْ سَمِعْتُمْ مِثْلَ مَا سَمِعَ إِخْوَانُنَا فِی مَقَامٍ بَعْدَ مَقَامٍ لِنَبِیِّنَا ص وَ مَجْلِسٍ بَعْدَ مَجْلِسٍ یَقُولُ أَهْلُ بَیْتِی أَئِمَّتُکُمْ بَعْدِی وَ یُومِئُ إِلَى عَلِیٍّ وَ یَقُولُ هَذَا أَمِیرُ الْبَرَرَهِ وَ قَاتِلُ الْکَفَرَهِ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ظُلْمِکُمْ إِیَّاهُ‏ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِیمٌ‏ وَ لَا تَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِینَ وَ لَا تَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُعْرِضِینَ

قَالَ الصَّادِقُ ع: فَأُفْحِمَ أَبُو بَکْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى لَمْ یُحِرْ جَوَاباً ثُمَّ قَالَ وُلِّیتُکُمْ وَ لَسْتُ بِخَیْرِکُمْ أَقِیلُونِی أَقِیلُونِی فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ انْزِلْ عَنْهَا یَا لُکَعُ‏  إِذَا کُنْتَ لَا تَقُومُ بِحُجَجِ قُرَیْشٍ لِمَ أَقَمْتَ نَفْسَکَ هَذَا الْمَقَامَ وَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَخْلَعَکَ وَ أَجْعَلَهَا فِی سَالِمٍ مَوْلَى أَبِی حُذَیْفَهَ قَالَ فَنَزَلَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ انْطَلَقَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَ بَقُوا ثَلَاثَهَ أَیَّامٍ لَا یَدْخُلُونَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص

فَلَمَّا کَانَ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ جَاءَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ وَ مَعَهُ أَلْفُ رَجُلٍ فَقَالَ لَهُمْ مَا جُلُوسُکُمْ فَقَدْ طَمَعَ فِیهَا وَ اللَّهِ بَنُو هَاشِمٍ وَ جَاءَهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِی حُذَیْفَهَ وَ مَعَهُ أَلْفُ رَجُلٍ وَ جَاءَهُمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ مَعَهُ أَلْفُ رَجُلٍ فَمَا زَالَ یَجْتَمِعُ إِلَیْهِمْ رَجُلٌ رَجُلٌ حَتَّى اجْتَمَعَ أَرْبَعَهُ آلَافِ رَجُلٍ فَخَرَجُوا شَاهِرِینَ بِأَسْیَافِهِمْ یَقْدُمُهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى وَقَفُوا بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ عُمَرُ وَ اللَّهِ یَا أَصْحَابَ عَلِیٍّ لَئِنْ ذَهَبَ مِنْکُمْ رَجُلٌ یَتَکَلَّمُ بِالَّذِی تَکَلَّمَ بِالْأَمْسِ لَنَأْخُذَنَّ الَّذِی فِیهِ عَیْنَاهُ فَقَامَ إِلَیْهِ خَالِدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ وَ قَالَ یَا ابْنَ صُهَاکَ الْحَبَشِیَّهَ أَ بِأَسْیَافِکُمْ تُهَدِّدُونَنَا أَمْ بِجَمْعِکُمْ تُفْزِعُونَنَا؟ وَ اللَّهِ إِنَّ أَسْیَافَنَا أَحَدُّ مِنْ أَسْیَافِکُمْ وَ إِنَّا لَأَکْثَرُ مِنْکُمْ وَ إِنْ کُنَّا قَلِیلِینَ لِأَنَّ حُجَّهَ اللَّهِ فِینَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنِّی أَعْلَمُ أَنَّ طَاعَهَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ طَاعَهَ إِمَامِی أَوْلَى بِی لَشَهَرْتُ سَیْفِی وَ جَاهَدْتُکُمْ فِی اللَّهِ إِلَى أَنْ أُبْلِیَ عُذْرِی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ اجْلِسْ یَا خَالِدُ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهُ لَکَ مَقَامَکَ وَ شَکَرَ لَکَ سَعْیَکَ فَجَلَسَ وَ قَامَ إِلَیْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَقَالَ اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص بِهَاتَیْنِ الْأُذُنَیْنِ وَ إِلَّا صَمَّتَا یَقُولُ بَیْنَمَا أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی جَالِسٌ فِی مَسْجِدِی مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ تَکْبِسُهُ جَمَاعَهٌ مِنْ کِلَابِ أَصْحَابِ النَّارِ یُرِیدُونَ قَتْلَهُ وَ قَتْلَ مَنْ مَعَهُ فَلَسْتُ أَشُکُّ إِلَّا وَ أَنَّکُمْ هُمْ فَهَمَّ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَثَبَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ أَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ ثُمَّ جَلَدَ بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ صُهَاکَ‏ الْحَبَشِیَّهَ لَوْ لا کِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ‏ وَ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ تَقَدَّمَ لَأُرِیکَ أَیُّنَا أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ انْصَرِفُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ فَوَ اللَّهِ لَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ إِلَّا کَمَا دَخَلَ أَخَوَایَ مُوسَى وَ هَارُونُ إِذْ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ‏ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّکَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ‏  وَ اللَّهِ لَا دَخَلْتُهُ إِلَّا لِزِیَارَهِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْ لِقَضِیَّهٍ أَقْضِیهَا فَإِنَّهُ لَا یَجُوزُ بِحُجَّهٍ أَقَامَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ یُتْرَکَ النَّاسُ فِی حَیْرَهٍ.